اذا كان الاحتجاج على النقاط و التقويمات يؤدي الى القتل والاجرام فهذا أشد وقعا من أية مصيبة على الناس وخاصة على الجماعات المثقفة وما يزيدها شدة هو أن كل أطراف الجريمة جاعيون ، فالقاتل طالب جامعي ،والضحية أستاذ جامعي ، ومكان الجريمة هو الجامعة
الذي يؤسف كل الاسف ليس القتيل لأنه أفضى الى ربه، وليس القاتل لأنه في قبضة العدالة ، المؤسف هو أن الجامعة الجزائرية قد وصلت الى حد وضيع فاق وضاعة الشارع وكل الأماكن الحقيرة في المجتمع، وقد كانت فيما مضى من الزمان موجهة المجتمع ومصب التيارات الفكرية والسياسية ، فما سبب هذا التقهقر و الانحدار
ان كان الضغط الموجود هو سبب السقوط فالأجدر هو تفعيل الجامعة لتوعية المجتمع بدلا من صب المشاكل فيها وان كان هنالك سبب خفي فالواجب على هذه المؤسسة أن تبحث فيه وتوضحه لا أن ينتقل اليها كسرطان فيفتك بها كما فعل بمختلف القطاعات الاخرى، هذا ان كانت تريد أن تسير على المنهج الذي اختير لها ، أما اذا كانت غير ذلك فلا أحد يدري الى أين سينتهي بها المطاف