أهم ما في لاعب كرة القدم بعد فنياته وحالته البدنية والصحية هي سنّه، والفرق الكبيرة في العالم لا تنتدب أي لاعب إلا بعد أن تسأل عن سنه..
وليس السن الصغير هو الأهم وإنما سن النضج الذي يكون فيه اللاعب في أوج عطائه وهو عادة ما يتراوح ما بين 24 و28 سنة. والمنتخب النموذجي هو الذي يقارب معدل أعمار لاعبيه الأساسيين 26 أو 27 عاما كما هو الشأن بالنسبة للمنتخب البرازيلي الحائز على كأس العالم 1970 ومنتخب ألمانيا الاتحادية الفائز بكأس العالم 1974 ومنتخب إيطاليا الذي أحرز كأس العالم 1982، ولكن على المنتخبات التي يكون معدل لاعبيها بهذا الرقم أن تفكر في تجديد الفريق نسبيا، خاصة إذا كانت هذه المنتخبات تحلم في مشاركة في كأس العالم بعد أربع سنوات، لأن سن الثلاثين وما فوق غير مقبول بالنسبة لعامة اللاعبين ويبقى استثناء فقط كما هو حاصل مع منتخبنا الحالي الذي يفوق سن لاعبيه الأساسيين الذين لعبوا ضد مصر وزامبيا سن الثلاثين، القائد يزيد منصوري صاحب 31 سنة، والحارس الوناس قواوي صاحب 32 سنة.
معدل أعمار منتخبنا الحالي 26.9 سنة
حليش أصغرهم وصايفي "شيخهم"
يبلغ معدل التشكيلة الأساسية للمنتخب الجزائري الحالي 26.9 سنة وهو معدل أعمار نموذجي يعتبره الأخصائيون الأفضل - طبعا مع وجود استثناءات في العالم - من أجل مباشرة منافسة قوية، لأن هذا المعدل سيرتفع بسنة واحدة في صائفة 2010 إذا تأهل المنتخب الوطني لمنافسة كأس العالم.. ونرى أن الحارس الوناس قاواوي هو الأكبر في التشكيلة الأساسية، إذ هو من مواليد 28 سبتمبر 1977 أي أنه سيكون في سن 32 سنة و10 أشهر إذا لعب المونديال، مع الإشارة أن الحارس الجزائري مهدي سرباح حارس مرمى الخضر أمام ألمانيا وسنه 29 عاما وستة أشهر فهو من مواليد الثالث من مارس 1953 .. ويبقى إبن حسين داي ولاعب ماديرا البرتغالي رفيق حليش الأصغر، لأنه الآن في سن 22 عاما و10 أشهر.. أما صايفي فإن شغفه بالتأهل لكأس العالم مفهوم، لأنه لا يحلم إطلاقا بالمشاركة في دورة 2014 حيث سيكون عمره من عمر "روجي ميلا"، فهو من مواليد 7 فيفري 1975 أي أن عمره سيكون في مونديال جنوب إفريقيا 35 سنة و3 أشهر وبقاؤه في الاحتياط منطقي بالنظر لسنه المتقدمة وحتى مغادرته فرنسا نحو الخور القطري مفهوم، أي لأجل المال وآخر أيام لعب الكرة مادام الاحتراف في نادي كبير قد جرفه العمر المتقدم. ويوجد في التشكيلة الأساسية للخضر أربعة لاعبين كلهم من مواليد 1982 وهم بلحاج وعنتر يحيى وبوقرة وزياني، وجميعهم أعمدة المنتخب الوطني.. ويوجد ثلاثة لاعبين من مواليد 1984 وهم غيلاس وجبور وعبد القادر غزال بإمكانهم لعب مونديالين بسهولة، حيث سيبلغ سنهم عام 2014 الثلاثين ربيعا.. ويصغرهم كريم مطمور بسنة واحدة فهو من مواليد 25 جوان 1985 أما خالد لموشية فإنه بلغ سن 28 عاما وهو الوحيد في المنتخب الوطني الذي ولد عام 1981.
منتخب 1982
مرزقان أصغرهم وياحي بلغ سن 22
مثل المنتخب الحالي، كان أعمدة المنتخب الوطني في مونديال إسبانيا بذات السن، حيث تساوى ماجر وبلومي وعصاد في كونهم من مواليد 1958، أي بلغ سنهم في كأس العالم 1982 حوالي 24 سنة، وكان أصغر من لعب مباراة ألمانيا هو شعبان مرزقان الذي بلغ سنه 23 عاما وأكبرهم مصطفى دحلب 31 سنة.. وخلال مباراة الشيلي الأخيرة أقحم المدرب خالف محي الدين اللاعب حسين ياحي وكان الأصغر 22 سنة، أي من مواليد 1960.. وبلغ معدل أعمار الفريق الأول الذي لعب ضد ألمانيا 26.3 أي غير بعيد عن المنتخب الحالي وهو الفريق الذي خاض تصفيات مونديال 1986 بقوة واكتسح المنتخبات التي واجهته مثل أونغولا وزامبيا وتونس وتغلب عليها بالضربة القاضية، ولكن هزيمته غير المتوقعة ضد إسبانيا أنستنا أن منتخبنا تعادل ضد إيرلندا وصمد ضد البرازيل إلى آخر أنفاس المباراة ولم يسقط إلا بغلطة من مجادي الذي كان سنه في تلك المباراة 28 عاما، حيث تباطأ في إبعاد كرة استغلها كاريكا وأودعها شباك دريد.. وأكثر من ذلك، بلغ بعض لاعبي ذلك المنتخب الدور الأخير من تصفيات مونديال إيطاليا ولم يخسروا إلا بهدف واحد أمام المنتخب المصري الذي شارك في المونديال بعد أن أقصى منتخبنا الذي ظهرت عليه علامات الشيخوخة بعد مونديالين إثنين.. المنتخب الوطني الحالي جمع لأول مرة بعض أسباب التفوق والتألق وعليه عدم تضييعها وأهمها احتوائه على مجموعة صلبة من لاعبين في نفس العمر وبنفس العقلية يقودهم شيخ تعامل مع أمثالهم في بداية ومنتصف الثمانينيات.