رياح الانتعاش تهب على اقتصاد العالم

أعلنت اليابان أمس خروج اقتصادها من دائرة الركود وهو ما يعزز الآمال في اقتراب نهاية أكبر انهيار للاقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية. ولكن حركة أسواق الأسهم في مختلف أنحاء العالم جاءت أمس لكي تكشف بوضوح عن استمرار القلق بشأن نطاق التعافي المنتظر للاقتصاد في ظل المخاوف من احتمال وصول موجة التفاؤل التي ساعدت على تحسن حالة أسواق المال خلال الشهور القليلة الماضية إلى نهايتها.يقول راينر جونترمان خبير الاقتصاد الأوروبي في مؤسسة دريسدنر كلاينفورت الاستثمارية «تعافي الاقتصاد لا يجري حاليا بكل طاقته». ويبدو أن الاقتصاد الياباني سينضم إلى اقتصادي فرنسا وألمانيا في الخروج من دائرة أسوأ ركود اقتصادي منذ نحو ستة عقود.

ورغم ذلك فمازال خبراء الاقتصاد منقسمين بشأن سرعة التعافي المنتظر ونطاقه. وهناك خبراء يعتقدون أن الاقتصاد العالمي يمر بسلسلة من الانتعاشات الوهمية قبل أن يبدأ مرحلة الانتعاش الحقيقي. وبعيدا عن انتعاش معدلات التصدير وانخفاض أسعار الفائدة في الأسواق المحلية بالعالم فإن جزءا كبيرا من النتائج الإيجابية للاقتصادات العالمية خلال الربع الثاني من العام الحالي تحققت بفضل حزم التحفيز الاقتصادي الحكومية.

وتتضمن حزم التحفيز المساعدات السخية التي قدمتها الحكومات لأصحاب السيارات القديمة من أجل التخلص منها وشراء سيارات جديدة بما يسهم في الحد من الانبعاثات الغازية الملوثة للبيئة الصادرة عن السيارات القديمة من ناحية وإنعاش صناعة السيارات التي كانت قد شارفت على الانهيار في العديد من الدول الكبرى من ناحية أخرى.

ولكن السؤال الذي يفرض نفسه على خبراء الاقتصاد الذين يحاولون رسم تصور لحالة الاقتصاد العالمي خلال الشهور المقبلة وهو «ماذا سيحدث عندما تنفد الأموال التي خصصتها الحكومات لحزم التحفيز الاقتصادي؟».

ويعتقد البعض أن الاقتصاد العالمي قد يعود إلى دائرة الركود من جديد . ومن المؤكد أن رد فعل المستثمرين على إعلان اليابان خروجها من دائرة الركود الاقتصادي وتسجيل نمو بمعدل 0.9 في المائة خلال الربع الأول من العام المالي الحالي حتى 30 حزيران (يونيو) الماضي كان حذرا للغاية حيث تراجعت أسعار الأسهم في آسيا وأوروبا والولايات المتحدة.

وفي حين تراجع مؤشر لي القياسي في بورصة طوكيو أمس بنسبة 3.1 في المائة في أعقاب صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي لليابان فإن مؤشر بورصة شنغهاي المجمع الأشد تذبذبا تراجع بنسبة 5.8 في المائة .

وانتقلت موجة بيع الأسهم من آسيا إلى أوروبا ثم الولايات المتحدة. وما عزز الموقف الحذر من بيانات نمو الاقتصاد الياباني أمس أن المعدل المعلن جاء أقل من توقعات الخبراء الأمر الذي أصاب المستثمرين بخيبة أمل.

في الوقت نفسه فإن الولايات المتحدة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم مازالت تدور في دائرة الركود حيث انكمش اقتصادها بنسبة 1 في المائة من إجمالي الناتج المحلي خلال الربع الثاني من العام الحالي وذلك بعد انكماشه بنسبة 6.4 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي.

ورغم ذلك فالمؤشرات تقول إن الاقتصاد العالمي اليوم أفضل منه منذ ستة أشهر عندما قدم المحللون صورة كئيبة للاقتصاد العالمي مع اشتداد قبضة الركود عليه.

كما حققت الاقتصادات الرئيسية الصاعدة في آسيا نتائج جيدة خلال الربع الثاني من العام الحالي حيث حقق الاقتصاد الصيني نموا بمعدل 7.9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي مقابل نمو بمعدل 6.1 في المائة خلال الربع الأول من العام. ويقول جوليان جيسوب كبير خبراء الاقتصاد الدولي في مجموعة كابيتال إيكونوميكس للأبحاث الاقتصادية «رغم أن الأسوأ بالنسبة للاقتصاد العالمي قد مر فإن التحسن يبدو هشا».